الخميس، 25 فبراير 2010

والدي العزيز

والدي العزيز
لا أدري ان كنت أمر في أقصى حالات التبذير في استرجاع الذكريات........ انما. لا أدري، احاول ان أخط بعض الخرابيش لأفرغ شحنة العواطف العاتية علّّني أرتاح... ولا أدري ما الذي دعاني للكتابة لك تحديدا... حنين لا أعرف كنهه... اشتاق اليك... أحس احيانا كثيرة بل وفي كل الاحيان انني ارتكبت الخطيئة الكبرى بزواجي...اقصد بابتعادي عنك، اعرف ان هذا قد لا يعجبك... لكني اود ان اعاود لذلك الماضي الذي يسرقني من نفسي كل يوم الف مرة.... اه لو يعود بي الزمان الى الوراء قليلا ...لأحدق فيك اكثر، لأستقي منك نوري وهداي سئمت من الكتابة احتفظ بأوراق اكتبها كل يوم، افرغ فوق سطورها كل ما اقدر على تفريغه... وفي كل مرة اجدني اتحدث عن ذاك الفراق وكأنني لم أعش الا لأتذكره... حتى حروفي أتعبها الفراق والأرق والسهر والشوق الذي يقتلها.
والدي العزيز
لا تقلق علي فأنا بدأت أفهم ان هذه الحياة بكل ما فيها لن تعطيني اكثر مما كتبه لي الله ، فقد اعتدت ان اكون جبارة دوما ... واعتدت ان اواجه المواجهة وان اتفرعن على نفسي وان اكون وثيقة العزم جامعة نيتي لادراك اهدافي بالوسائل كلها . اعتدت ان ابذل قصارى جهدي للوصول الى مأربي .. اعتدت ان لا اجعل الاقدار تلعب بي وان اخفي جميع مصائبي وابتلاءاتي... واعتدت رسم الابتسامة الحقيرة دوما على شفتاي وان اداري دمعاتي ، واعتدت ان يكون لي من اسمي نصيب من علو وارتفاع وشموخ... من عزة وقوة ، من عزم وارادة ، من هزيمة للذل واعتدت الهرب دوما والبكاء دوما.. واعتدت ان اكون كما يقول نزار قباني " انا والحزن من زمان صديقي وقليل في عصرنا الاصدقاء"...
والدي العزيز
اني اعرف مشاعر قلبي، كذلك اعرف البشر، ولست اراني قد خلقت على شاكلة غيري ممن رايت بل انني لأجرؤ على ان اعتقد بأنني لم اخلق على غرار احد ممن في الوجود! واذا لم اكن افضل منهم فانني على الاقل اختلف عنهم.... هذا ما قاله جان جاك روسو وها انا ذا اليوم اكرره على لساني الذي لم يعد يعلم بما ينطق وهنا تكمن مشكلتي اجل انني لست على شاكلة غيري ممن رايت... وانني دائما انشد المثالية واتجاهل في كل مرة بأنني لست بمثالية وان الحياة من حولي ليست كذلك ايضا.
والدي العزيز
ادعو الله كل ليلة لينعم علي بصباح استيقظ فيه على صورة وجه طفلتاي. ليشاركنني بتلك الاصوات والضحكات والصرخات والدمعات .... مصيبة ابعادي في غربتي التي لا اسمع فيها سوى صوت رجع انيني . صدى لدموعي.. لاحزاني المتناثرة هنا وهناك ببعدي، في كل بقعة بأرجائه وارجائي .
والدي العزيز
" احبك على غير العادة وغير المعقول، اجل تجاوزت حدود المعقول في حبك. وربما بعدي عنك هو ما يكسبي كل هذا الاكتئاب".

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

صفعة من الماضي

......
ويبقى موت ذكرياتي يطاردني اينما ذهبت..اينما حطت افكاري ..في بقعة هناك.او حي صغير...على اعتاب الابواب . او حتى في فنجان من القهوة كنت ارتشفه مع بعض الامنيات.....آه، ما ز ال وما زال. يطاردني كمن يفرض صداقته اللا مرغوبة باعتبار انه مرغوب.. كرجل يعشقني فتطارد خطواته ظلي اينما سافرت...كرجل يعشقني فأعشقه من غير محاولة للمقاومة.. لا بل في رغبة عارمة كرغبة سد انهارت اطرافه فانجرف وراء رغباته العشوائية بالتحرر هنا وهناك تصحبني تلك الرغبة الى كل ممنوع يجعل مني فراشة ضعيفة الجنحان...... تحط دونما قصد على تيار هيأ لها بأنه جدول صغير،

لتروي ظمأ ماضيها ، فيسحبها ذاك اللعين الى الموت دونما قصد..... موت الماضي ، أقصد موت الذكريات، فهل تموت ....وكيف للذكريات ان تموت قد تدفن، ولكن يبقى ترابها رطب ...فيا ايها العاشق، لتترك مني بضع اطراف..بضع شرايين، بضع نبضات، لأحيا لأبقى...استلذ بسماع وقع خطواتك المتلاحقة ،كوقع المطر...الذي نستمر دائما بالهروب منه خوف ان نبتل......وضحكة صفراءتجتاح الجسد كله في رغبة للاستمتاع بكل قطرة منه..فهل في استرجاع الذكريات في كل لحظة وقع كوقع المطر.......آه،ما اجمل هطول المطر في زمن لم يبق فيه صاحب الا ذاك الموت